الجمعة، 1 يناير 2021

عالم الملائكه الشيخ الروحاني محمود العطار 00201146928884

 

هو خلق نوراني مجرد من الشهوات والغرائز ، وهم بهذا يخلقون خلقاً لا تناسلاً . وهم أول خلق الله من بين جميع خلقه . بدليل أنهم كانوا أول من حمل العرش الإلهي بعد أن استوى الرحمن عليه إذ أن القرآن الكريم يقرر أن العرش الإلهي كان على الماء ) وكان عرشه على الماء ( [ هود : 7] وأن الله عز وجل عندما أتم خلق السموات والأرض في ستة أيام استوى على العرش . وعندئذ قامت الملائكة بحمله وهم يسبحون ويطوفون حوله .

قال الله تعالى :

) إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ( [ يونس : 3 ] .

ويتأكد هذا المعنى في الآية ( 54 ) في سورة الأعراف حيث تتطابق تماماً مع الآية السابقة في ألفاظها ومعانيها .

إن حمل الملائكة للعرش الإلهي وما يحيط به إنما يكون مقروناً بتسبيحهم لله عز وجل قال تعالى Smile الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ( [ غافر : 7] .

وهو أول العوالم اللامرئية التي حجبت رؤيته عن عالمي الإنس والجن ، لكنه عالم يُستدل عليه بالأثر .

وبما أن رؤيتهم قد حجبت عنا في اليقظة ، فكذلك حجبت عنا في النوم ، فلا يظهرون في النوم من خلال الرؤيا على حقيقتهم الخلقية ، وإنما يظهرون من خلال وجودهم في الرؤيا بظهور شخص أو أكثر يكون معروفاً لدينا أثناءها ، فإذا استيقظنا نسينا شكله . فيقول الرائي عندئذ : أنه كان معه شخص يعرفه ولكنه الآن نسيه . ويكون هذا الشخص المعروف في الرؤيا ، المجهول في اليقظة متصفاً بالسمات التي تتصف بها ملامح الإنسان في وجهه . فيكون وجهه واضح المعالم تماماً للرائي . وهذا أصل من أصول هذا العلم .

ويكون وجوده في الرؤيا بشارة للرائي أو إنذاراً له . مما يؤكد حدوث هذه الرؤيا وإمكانية تصديق ما تهدف إليه .

وأما رؤيتهم على حقيقتهم الخلقية في النوم ، فتكون إنذاراً بوقوع عذاب شديد للرائي على عمل شائن سيقوم به لقوله تعالى :

) يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ( [ الفرقان : 22] .

وينقسم الملائكة من حيث عملهم وتكليفهم إلى قسمين :

قسم مختص بخلق الله الذي يتبع النظام الشمسي وهو الإنسان .

وقسم مختص بخلق الله الذي يتبع النظام القمري وهو الجان .

ويتعاون القسمان قيما بينهما ، فيقوم كل قسم بتسليم ما وصل إليه في قسمه إلى ذلك القسم الذي بدأ عمله .

هذا العمل المتصل ليلاً نهاراً هو الذي عبّر عنه الرسول الكريم I عندما قال :

( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ) .

هذان القسمان يخضعان في عملهم لنظام دقيق محكم صادر عن الديوان الإلهي . وهذا الديوان يرأسه جبريل عليه السلام الذي يتلقى الأوامر الإلهية ويعمل على تنفيذها .

فإن كانت هناك أمور مستعجلة تستوجب التنفيذ العاجل قام هو نفسه بتنفيذها . وعندئذ ينعقد مجلس الحرب الملائكي بقيادته ، ويتم تحديد العمل الذي يوكل إلى كل مَلك للقيام به .

وتوضح المصادر أن الملائكة اشتركت فعلياً في القتال يوم بدر . قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن ابن عباس قال : ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى بدر من الأيام . وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عدداً ومدداً لا يضربون( [1] ) .

وعن عبد الله بن عباس قال : كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضاء أرسلوها على ظهورهم إلا جبريل فإنه كانت عليه عمامة صفراء ( [2] ) .

وإذا صحت الروايات برؤية الملائكة ، فإن اختلاف لون عمامة جبريل عن باقي الملائكة دليل على أنه القائد الفعلي لهذا الجيش الملائكي .

ومن المؤكد أن هذا الجيش الملائكي قد ساهم في هبوط الروح المعنوية لدى المشركين في معركة الخندق فكانت سبباً مباشراً في انسحابهم من المعركة .

قال الله تعالى عن غزوة الخندق : ) فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها ( [ الأحزاب : 9 ] .

فالجنود المجهولون في الرؤيا هم ملائكة في الجيش الإلهي . وهذا أصل من أصول هذا العلم . فإن رأى أحدهم أنه يضع رتبة عسكرية على كتفيه ، فيكون هذا بشارة له من الله عز وجل على حسن طاعته ، وعلو منزلته بحسب الرتبة العسكرية التي يضعها .

ومما لاشك فيه أن جبريل عليه السلام هو الذي قاد الهجوم بنفسه على قوم لوط ، وكان الملك ميكائيل تحت قيادته . فالطبري يروي بإسناد عن مجاهد في أكثر من رواية منقولة عنه أن جبريل عليه السلام أدخل جناحيه تحت الأرض السفلى من قوم لوط ، ثم أخذهم بالجناح الأيمن . وأخذهم من سرحهم ومواشيهم ثم رفعها على خوافي جناحيه بما فيها ، ثم صعد بها إلى السماء ثم قلبها ( [3] ) .

فمن رأى أن له جناحين فذلك بشارة له على القوة التي منحها الله له ، وذلك على قدر حجم الجناح وكبره .

ومن المؤكد أن جبريل عليه السلام هو الذي قاد الهجوم على جيش أبرهة الحبشي . وتمثلت قيادته لهذا الجيش الملائكي بالطير الأبابيل التي حملت حجارة من سجيل مأخوذة من نار جهنم . ولهذا فإن الطيور المجهولة النوع والكثيرة العدد تكون في الرؤيا إنذاراً بوقوع عذاب ماحق ، وغالباً ما يكون هذا العذاب عاماً لا خاصاً . وهذا أصل من أصول هذا العلم .

وينقسم العمل في الديوان الإلهي إلى أقسام عدة ، يتولى كل قسم العمل الموكل إليه ، ويكون على رأسه كبير من الملائكة .

فقسم العذاب يتولاه المَلَك مالك عليه السلام ، فهو خازن النار . قال الله تعالى : على لسان أصحاب النار وهم في جهنم) ونادَوا يا مالكُ ليقضِ علينا ربك قال إنكم ماكثون ( [ الزخرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دعاء سورة ( الم نشرح لك صدرك) الشيخ الروحاني محمود العطار 00201146928884

   اللهم انا نسالك بالم نشرح لك صدرك يا الله (3) ان تشرح لنا صدرنا وبالاسم الذي شرحت به صدر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبالاسلام يا سلام ...