قصة عندما ذهبت لتقبيل الخادمة في المطبخ
وصلنا الى البيت فوجدنا كل العائلة مجتمعه لاستقبالنا الابناء والاحفاد والعمات والاخوات وربة الاسرة طبعا وزوجها حظينا باستقبال قمة في الحرارة والحفاوة فلم نحس قط بالغربه في هذا البلد الشقيق
دخلنا الى البيت فبدا التعارف والتحية والسلام فجاءة خرجت هي من المطبخ ومرت بسرعه لتاخذ بعض الاشياء من الغرفة المجاورة قمت استعدادا للسلام عليها لكنها عادت ودخلت المطبخ مبتسمة مسرعه وكلها حياء ولسان حالها يقول لا عليك ايتها الضيفة المحترمة ارجوك لا تبالي بوجودي واصلي حديثك لست مجبرة على السلام علي فجلست واجمه كما توسلت الي بذلك عيناها الجميلتان
علمن بعدها انها خادمه فتاة جميلة وسيمة في السادسة من عمرها جاءت من بلاد بعيده وفقيرة لتعول اهلها وتساعد امها الارمله على مصاعب الدهر اكلنا في جو كله مرح وفرح وحديث ونكت وابتسامات وقهقهات والشابه ذات الابتسامه الدائمة في المطبخ لوحدها لا ادري اكانت تتناول غذائها ولا تواصل اشغالها التي لا تنتهي ام انها كانت سارحه بقلبها مرفرفة بروحها الى بيت اهلها البعيد باحثة عن حضن امها الدافئ وصخب اخوتها الصغار
هاتي الخبز يا روزيتا ... ارفعي الصحون يا روزيتا... اذهب يا ولدي لروزيتا تاخذك الحمام روزيتا رجاءا قليلا من الثلج ...روزيتا....روزيتا....روزيتا خرجنا الى الحديقة الجميله لنتناول الشاي والقهوة وكان نفس السيناريو ... واستمر الامر كذلك الى ساعه متاخرة من الليل وروزيتا الشابه الوسيمه كالجندي المرابط وجاء وقت نوم فهرعت الورده النجمة وهذا معنى اسمها روزيتا هرعت الى زنزانتها لتنام تنام في المطبخ ففيه تاكل وفيه تستريح زفيه تعمل وفيه قطعا تبتلع دموعها وله تحكي الامها وعلى جدرانه تعد الايام واشهور لتعود لاهلها ببعض النقود والهدايا
اي شريعه هذه؟ بل اي منطق انساني هذا؟ كيف بدا الامر عاديا ومسلما به لدى كل الحضور؟ اليست روزيتا انسانا مثلي ومثلك؟ تتعب وتسام شابه تحب الانس كقريناتها وتكره الاكل وحيده كانها بعير اجرب؟ انرضى هذا الوضع لبناتنا او اخواتنا؟ اي معنى لاسلامنا ان لم نحس بالانسان كانسان ؟ اي فائده ان نتلو قراننا اناء الليل واطراف النهار ان كان هناك من يقول فينا: اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس؟ اين نفر عندما يقفون ليحاجونا امام الله ويشكونا اليه يوم القيامه؟ اين وصف نبينا للخدم "اخوانكم"..."اخوانكم" ؟ ابعد هذا نرجو الرحمة لامتنا ؟ من اين تاتي هذه الرحمة؟ نعم الخدم يحتاج اليهم كثير من الناس ولكن فرق ايها الناس بين الخدم والعبيد بل من خدمتهم للناس ولكن يرفض الاسلام بل الانسانيه ان نستغل حاجتهم لنا لنرهقهم ونكلفهم ما لا يطيقون؟
اماتت قلوبنا؟ وعميت ابصارنا؟ حتى اصبحنا لا نعرف الرحمة الا لفلذات الاكباد وذوي الرحم والاقرباء وباقي الناس الى الجحيم؟
مرت ثلاثة ايام علي وكانها شهر رغم حفاوة الاستقبال ولطف اهل البيت وكرمهم وحان وقت الرحيل فسلمت على الجميع وما ارتاحت نفسي حتى دخلت المطبخ فاسرعت روزيتا مستعده للخدمه فانحنيت اقبلها شاكرة ممتنة على ما قدمته لي وللحضور من خدمات داعيه لها ان يجازيها الله كل خير وسائله منها الدعاء فامتلات عيناها دموعا واعتذرت لغير ذنب وشكرتني على ما لا ادري
هذه القصه جزء صغير جدا من احداث حقيقية تمنيت لو انني كتبتها يوم ثورتي والم قلبي وهانذا اكتبها بعد حدوثها بكثير ترددت بكتابتها لانني كنت اعتبرها خيانه لمن فتح لي بيته ولكن الموضوع الخدم موضوع عام وماسيه منتشرة بكل البلدان الخليج والعرب لذلك رايت انني عندما اكتبها لا اتكلم عما شاهدته عند من اكرمني واحسن ضيافتي وانما اتحدث عن موضوع ككل فابرىء ذمتي لانني لم اتمكن من الحديث في الموضوع مع مضيفتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق